القديسة رفقة وأولادها الخمسة الشهداء

25 جوان 2009

 

st_refqa_with_her_five_children

coloring picture of saint Refqa (Rebecca) with her five children the martyrs

صورة تلوين للقديسة الشهيدة رفقة وأولادها الخمسة الشهداء ، ترمّلت هذه السيدة وكانت أمًا لخمسة أبناء وهم أغاثون وبطرس ويوحنا وآمون وأمونه. وكان موطنهم قامولا مركز قوص بجوار الأقصر محافظة قنا. اهتمت الأم بتربية أولادها في الرب، فالتهبت مشاعرهم بحب الله الفائق، إذ أمر الإمبراطور الجاحد دقلديانوس بهدم الكنائس، وحرقه الكتب المقدسة، وتعذيب المسيحيين حتى ينكروا الإيمان، جمعت القديسة رفقة أولادها لتحثهم علي الثبات في الإيمان. ذكَّرتهم بقول الرب: “في العالم سيكون لكم ضيق”، “لا تخافوا من الموت” كما قالت لهم أن أعظم عطية يقدمها الإنسان هي حياته، يقدمها بغير تردد ولا ندم، بل بكل فرحٍ وشجاعةٍ. وقفت الأم مع أولادها للصلاة والتوسل إلي الله لكي يرحم كنيسته ويثبت شعبه في الإيمان. بينما كانوا يصلون ظهر لهم ملاك الرب، وأعلن لهم أنهم سينالون إكليل الشهادة علي اسم السيد المسيح.

فشعروا بفرحٍ عجيبٍ لا مثيل له. الآن وقد حان الوقت فرحوا ووزعوا مالهم على المحتاجين ثم توجهوا إلى ديونيسيوس القائد والي بلدة قوص. إذ طلب الوالي منهم التبخير للأوثان وجحد الإيمان المسيحي صرخوا جميعًا: “نحن مسيحيون، لا نعبد سوى رب السماء والأرض الذي بيده جميع البشر”. حاول القائد إغراءهم بهبات كثيرة، كما هددهم بالموت إن اعترفوا باسم المسيح. لكنهم أعلنوا شوقهم نحو الموت ليلتقوا مع محبوبهم المسيح وجهًا لوجه. وهناك اعترفوا بإيمانهم بثبات، فابتدأ يعذبهم عذابًا شديدًا، مبتدئًا بأمهم التي أثبتت صبرًا واحتمالاً، بل وكانت تشجع أولادها. وهكذا عذَّب الأبناء الخمسة كلهم، وبسبب ثباتهم وما احتملوه من عذاب آمن كثيرون وأعلنوا إيمانهم واستشهدوا. أما القديسة رفقة وأولادها فوضعهم الوالي في السجن الذي كان محتشدًا بجموعٍ غفيرةٍ من الشعب مع أساقفة وكهنة. أمام أرمانيوس والي الإسكندرية لما كان الابن الأكبر أغاثون وكان مقدم بلدته ومحبوبًا من مواطنيه، وبسببه هو وأمه واخوته استشهد كثيرون، أشار البعض على القائد بأن يرسلهم إلى أرمانيوس والي الإسكندرية حيث لا يعرفهم أحد هناك. ولما كان أرمانيوس غائبًا في بلدة شبرا، فقد أُرسلوا إلى هناك. وبعد أن عذبهم عذابًا مؤلمًا بخلع أسنانهم، ألقاهم جميعًا في السجن حيث ظهر لهم رئيس الملائكة ميخائيل للمرة الثانية، وشجعهم وشفى أجسادهم. وفي الصباح دُهش الجند وكل جمهور الشعب، إذ لم يروا علامة واحدة من الجراحات على أجسادهم. صرخت الجماهير تُعلن إيمانها بالرب يسوع، فأمر الوالي بذبح الجماهير. وضع الوالي القديسة رفقة وأولادها على أسرّة من حديد وأوقد نارًا تحتهم، ولم يُصب أحد منهم بشيء، بل أرسل الله مطرًا بعد ثلاث ساعات أطفأ النيران، واعترف جمهور غفير بالسيد المسيح واستشهدوا. لم يتحرك قلب الوالي بل ازداد عنادًا وأمر بتقطيع أعضاء هؤلاء القديسين ووضع خلّ وجير عليهم. فظهر لهم رئيس الملائكة للمرة الثالثة وأنار حولهم وشفاهم. ألقاهم الوالي في السجن مقيّدين بسلاسل فسمعوا صوتًا يقول: “جهادكم قد اقترب، وها أنا أعددت لكم أكاليل الحياة”. أمر الوالي بصلبهم منكسي الرؤوس، ثم وضعهم في خلقين (برميل)، فانقلب الخلقين بالزيت المغلي على الجنود المكلفين بتعذيبهم فماتوا. أمر بقطع رؤوسهم وطرح أجسادهم في البحر. الاهتمام بأجسادهم الطاهرة أُعلن لرجل مسيحي ثري من نقرها من أعمال البحيرة، بواسطة رؤيا أن يحفظ هذه الأجساد، فقدم للجند بعض المال وأخذ الأجساد منهم، وحفظها عنده حتى زال الاضطهاد. إذ حلّ الخراب بمدينة نقرها نقل المؤمنون الأجساد إلى مدينة ديبي في كنيسة الشهيد مارمينا، وظلت هناك حتى نُقلت إلى سنباط. وكانت تُسمي سنبموطية أو سنابيط، نسبة إلى حاكمها الروماني سنابيط. ومازالت هذه الأجساد الطاهرة في الكنيسة التي بُنيت على اسمهم ببلدة سنباط مركز زفتى محافظة الغربية.

القديس الأنبا يحنس القصير

23 جوان 2009

st_Anba_Youannes_the_Short

coloring picture of saint Anba Youannes the Short

صورة تلوين للقديس الأنبا يحنس القصير وينطق اسمه أنبا يوحنا أو يوأنس أو حنس أو يحنس القصير، القس ببرية شيهيت هو بخلاف أنبا يوأنس قمص شيهيت الذي من القرن السابع، وأيضًا خلاف يحنس كاما الذي من القرن التاسع. القديس يحنس القصير هو الأخ الروحي للقديس أنبا بيشوي، وقد تتلمذ كلاهما على يدي القديس الأنبا بموا القمص بشيهيت.

وُلد هذا القديس سنة 339م ببلدة طيبة بالصعيد من عائلة فقيرة،  له اخ أكبرترهبن قبله وهو ايضاً ترهبن فى سن الثامنة عشر ، كان شديد النسك ومحب للقراءة والتامل وتتلمذ على يد الأنبا بموا وكان أخًا بالروح للأنبا بيشوي كوكب البرية، وكان يوأنس مطيعًا لمعلمه طاعة تامة يؤدي كل ما يأمره به في رضا وسكون. وقد أراد الانبا بموا معلمه ذات يوم أن يمتحنه، فأعطاه عودًا يابسًا وقال له: “يا يوأنس ازرع هذه الشجرة”، فأخذها منه وزرعها على الفور وظل يسقيها ثلاث سنين طاعة لمعلمه رغم ملاحظته لعدم جدوى هذا العمل. والعجيب أن  هذا العود اليابس قد اورق وازهر ودبت فيه الحياة ، وتحول إلى شجرة باسقة مثمرة. وامتلأ بموا فرحًا بهذه الشجرة، وكان يقطف من ثمرها ويقدمه للاخوة قائلاً: “ذوقوا وانظروا ما أشهى ثمرة الطاعة”. وقد قضى يوأنس في خدمة معلمه اثنتي عشرة سنة، ولما حانت ساعة انتقال المعلم جمع الاخوة وأمسك بيدي يوأنس وقال لهم: “تمسكوا بهذا الأخ فإنه ملاك في جسم إنسان”، ثم التفت إلى يوأنس وقال: “عِش في المكان الذي غرست فيه شجرة الطاعة”. ظلت تلك الشجرة قائمة بمنطقة دير الأنبا يحنس القمص ببرية شيهيت حتى وقت قريب، قيل أنها كانت موجودة إلى حوالي عام 1921 أو بعد ذلك.

وعاش حياة مليئة بالتقوى وصنع المعجزات بقوة صلاته ، كما تتلمذ على يديه الكثيرا ، وكان شديد التواضع والزهد.

إندثر الدير المسمى على إسمه فى وادى النطرون ، كما هدم ديره الكائن فى ملوى بمحافظة المنيا فى فترات الإضطهاد على يد العرب ثم بنى فى موضعه قرية قبطية مازالت إلى اليوم مسماه على إسمه وهى قرية (دير ابو حنس )  وتقع قرية دير أبو حنس شمال دير البرشا بحوالي 5كم التي تبعد 7كم من ملوي وممكن أيضا الوصول إلى دير أبو حنس من معدية البياضية التي تبعد 12كم شمال شرق ملوي.

تقع كنيسة الأنبا يحنس القصير الأثرية في الجزء الجنوبي الشرقي من البلدة ويقدر عمرها من القرن السادس الميلادي وقد يكون هناك كنيسة اقدم منها أسفلها منسوب بنائها إلي الملكة هيلانه قد استبدل سقفها الخشبي بالقباب والقبوات بعد

إضافة مباني الأكتاف اللازمة، وعلي جانبي الحوائط خاصة في المحيط الدائري للهيكل توجد حنيات علي جانبيها أكتاف وتيجان بزخارف نباتيه تؤكد آن عمرها من القرن السادس الميلادي، وعلي مذبح الهيكل البحري يوجد لوح رخامي محفور عليه نص قبطي0 وبالكنيسة بعض الأيقونات والمخطوطات وخارج الباب توجد بعض تيجان الكنيسة الأقدم للقرن السادس الميلادي وفي الجبل المجاور توجد كنيسة أخرى منحوتة في الصخر مغلقة بباب وتحتاج زيارتها لتصريح الآثار وهي من عصر اقدم وتزينها الفرسكات القديمة.

القديس الأنبا توماس السائح

12 جوان 2009

st_tomas

coloring picture of  saint thomas

صورة تلوين للقديس الانبا توماس السائح كوكب جبل شنشيف وهو بالقرب من مركز ساقلته التابع لإيبارشية أخميم محافظة سوهاج ،

وعندما بلغ سن الشباب اشتاق للرهبنة فترك منزله وخرج إلي البرية إلي جبل شنشيف القريب من قريته وفي أحضان الجبل اختار مغارة عاش فيها حياة نسكية متعبداً لرب المجد مجاهداً بقوة وبقلب مملوء بالقداسة ، كان مثلاً عالياً في حياة الجهاد والحكمة والمشورة الروحية حتى ذاع خبر قداسته بين الملائكة والقديسين .

كان نموذجاً مضيئاً للطهارة والعفة والجهاد المسيحي . كما كان يتمتع بنقاوة القلب والبساطة الروحية التي هي من سمات أهل البرية حتى قال عنه شيوخ البرية ” أنه كان كاملاً في الفضائل المسيحية”

كانت تجمعه بالقديس الانبا شنودة رئيس المتوحدين علاقة محبة وصداقة روحية وكان الانبا شنودة يوصى تلاميذه الرهبان بالإستفادة من علم وتقوى الأنبا توماس، وفى أخر لقائاتهم بالجسد قال له الأنبا توماس :

سأجعل لك يا انبا شنودة علامة تعرف بها انى قد توفيت وهي أن الحجر الموضوع بجوار باب قلايتك والذي تجلس عليه سينفلق نصفين كمثل كتاب مفتوح عندما يفرق الله بين نفسي وجسدى ، فتعالى قلايتى وكفن جسدى وإدفننى.

وبعد شهور قليلة من لقائهما بينما كان الأنبا شنودة واقفا يصلي بجوار الحجر الذي أمام مسكنه أن الحجر انشق إلي نصفين . عندئذ تنهد الأنبا شنودة وقال لقد عدمت شنشيف سراجها. و أسرع إلى موضعه.

مازال دير الانبا توماس بسوهاج قائماً لليوم لكن احاط به الاهالى من كل جانب ولم يعد مناسباً لحياة الرهبان فتم بناء دير جديد على أسم الانبا توماس بالخطاطبة ليعيش فيه الرهبان ، على أن يظل الدير الاثرى بسوهاج مزاراً روحياً.

 

القديسة مريم القبطية التائبة

28 ماي 2009

st_maria_the_egyption

coloring picture of  saint Coptic maria – egyption maria

صورة تلوين للقديسة مريم المصرية (القبطية) وهى من قديسى التوبة الذين يعطوننا الامل دوماً ان باب الله مفتوح مهما بلغت خطايانا بشاعة ، وقد كانت فتاة مصرية من الإسكندرية، ولدت بمدينة الإسكندرية نحو سنة (345م ) من أبوين مسيحيين . ولما بلغت اثنتي عشرة سنة خدعها عدو البشر . ومنذ ذلك السن بدأ ذهنها يتلوث بالخطية من تأثير الشر الذي كان سائدًا، وما كان يمنعها من ارتكاب الخطية الفعلية إلا الخوف المقترن بالاحترام لوالدها ، لكن بموت أباها ثم أمها لم يعد عليها رقيب فانحدرت إلى مهاوي الخطية الجسدية. وعاشت فى خطية الزنا مدة سبع عشرة سنة.

وفي أحد الأيام وقت الصيف رأت جمعًا من المصريين والليبيين في الميناء متجهين إلى أورشليم لحضور عيد الصليب المقدس،فأرادت السفر معهم من باب التنزه، ولم تكن تملك قيمة السفر في إحدى السفن الذاهبة إلى أورشليم لكن الحل كان سهلاً لديها فقد أسلمت ذاتها لأصحاب السفينة حتى وصلت إلى بيت المقدس ! فقد كانت شديدة الإستهتار وفاقدة لأى إحساس بفظاعة ما تفعله.

وصل الركب إلى أورشليم وارتكبت مرة اخرى شرورًا كثيرة في المدينة المقدسة. أخيرًا حلَّ يوم عيد الصليب واتجهت الجموع إلى كنيسة القيامة وكان الزحام شديدًا، ولما جاء دورها لدخول الكنيسة، وعند عتبتها وجدت رِجلَها وكأنها مُسَمَّرة لا تستطيع أن تحركها وتدخل، وكانت هناك قوة خفية تمنعها من الدخول، وكررت المحاولة أكثر من مرة دون جدوى. أحسَّت أنها الوحيدة المطرودة من الكنيسة فالكل يدخلون بلا عائق أو مانع إلا هى . عندئذ اعتزلت في مكان هادئ بجوار بوابة الكنيسة وادركت ان الله منعها من الدخول بسبب بسبب فسادها وفجرها. فإنفجرت في البكاء وتطلعت فأبصرت صورة العذراء فوق رأسها، فصرخت في خزي: “يا عذراء إني أدرك مدى قذارتي وعدم استحقاقي لأن أدخل كنيسة الله، بل إن نفسي الدنسة لا تستطيع أن تثبت أمام صورتك الطاهرة. فيا لخجلي وصغر نفسي أمامِك”. طلبت شفاعة العذراء من كل قلبها ووعدت بعدم الرجوع لحياتها الماضية، وطلبت إليها أن تسمح لها بدخول الكنيسة لتكرم الصليب المقدس، وبعدها سوف تودِّع العالم وكل ملذاته نهائيًا وطلبت إرشادها. أحسَّت أن طلبتها استجيبت فحاولت الدخول مرة اخرى للكنيسة فدخلت بسهولة هذه المرة كما يدخل الباقون بلا مانع ولكنها كانت مرتعدة. ،وفي هذه المرة دخلت سجدت إلى الأرض وسكبت دموعًا غزيرة على خشبة الصليب المقدسة وقبَّلتها، وأخذت تصلي – دون أن تحس بالوقت – حتى منتصف النهار. طلبت في أعماقها معونة الله بشفاعة العذراء أن تعرف ماذا تفعل، فسمعت صوتًا يقول لها: “اعبري الأردن فهناك تجدين مكانًا لخلاصِك”.

أمضت تلك الليلة قرب الكنيسة وفي الصباح سارت في طريقها، فقابلها رجل أعطاها ثلاث قطع من الفضة وقال لها: “خذي ما أعطاكِ الله”. توقفت عند خباز واشترت ثلاث خبزات وطلبت إليه أن يرشدها إلى الطريق المؤدي للأردن. عبرت باب المدينة وأحسَّت أنها تغيرت، ووصلت إلى كنيسة على اسم يوحنا المعمدان قرب النهر، وهناك أخذت تبكي وغسلت وجهها بماء النهر المقدس ودخلت الكنيسة واعترفت بخطاياها وتناولت من الأسرار المقدسة. عبرت الأردن وطلبت شفاعة العذراء وأخذت تسير في الصحراء القاحلة حتى وصلت الى منطقة نائية عاشت فيها ناسكة مصلية بالدموع وكان الله يعولها. كما كانت العذراء معينة لها في حياة التوبة، فكانت طوال هذه المدة تقودنها بيدها وتصلي من أجلها. ولما فرغت الخبزات منها كانت تأكل الحشائش والجذور التي كانت تجدها في الأرض.

أما عن ملابسها فقد تهرَّأت من الاستعمال، وكانت حرارة الشمس تحرق جسدها بينما برودة الصحراء تجعلها ترتعد لدرجة أنها كان يُغمى عليها. حتى أنها منذ عبرت الأردن لم ترَ وجه إنسان ، وقد لقَّنها الله معرفة الكتب المقدسة والمزامير وقد عاشت على هذه الحال ناسكة مدة 45 سنة. وعند اقتراب نهاية حياتها التقاها القس زوسيما بترتيب الهى فى الصحراء عندما خرج من ديره للخلوة خلال اسبوع الآلام. وتعرف عليها وحكت له قصتها وأوصته ألا يخبر أحدًا عنها ، وطلبت منه أن يعود إليها في يوم خميس العهد من العام التالي ومعه التناول المقدس، وقالت أنها ستنتظره عند شاطئ الأردن. وفي الصوم الأربعيني المقدس في العام التالي وبعد قداس خميس العهد حمل القس زوسيما جسد المسيح ودمه الكريمين، كما أخذ معه بعض البقول والبلح وذهب لينتظر مجيء القديسة عند شاطئ النهر. انتظرها طويلاً وكان يشخص نحو الصحراء، وأخيرًا رآها على الضفة المقابلة ورشمت بعلامة الصليب على مياه النهر وعبرت ماشية على الماء. وإزاء هذه الأعجوبة حاول القديس زوسيما أن ينحني أمامها لكنها صاحت: “أيها الأب الكاهن ماذا أنت فاعل؟ هل نسيت أنك تحمل الأسرار المقدسة؟”

حينئذ تقدمت وسجدت بخشوع أمام السرّ المقدس وتناولت من الأسرار المقدسة. وبعد قليل رفعت يديها نحو السماء صارخة: “الآن يا سيد تطلق عبدتك بسلام لأن عيني قد أبصرتا خلاصك”. طلبت إليه أن يحضر إليها في العام القادم ويتقابل معها في المكان الذي تقابلا فيه أولاً، وطلبت إليه أن يصلي عنها، ورشمت على النهر بعلامة الصليب وعبرته راجعة واختفت من أمامه. في العام التالي وفي الموعد المحدد توجه إلى المكان الذي التقيا فيه أولاً، ووجدها ساجدة ووجهها متجهًا للشرق ويداها بلا حركة ومنضمتان في جمود الموت، فركع إلى جوارها وبكى كثيرًا وصلى عليها صلوات التجنيز.

وحتى هذه اللحظة كان لا يعرف اسمها، ولكن عندما اقترب منها ليفحص عن قرب وجهها وجد مكتوبًا: “يا أب زوسيما ادفن هنا جسد مريم البائسة واترك للتراب جسد الخطية هذا، صلّي من أجلي”. اكتشف أنها تنيحت بالليل بعد تناولها من الأسرار المقدسة، ووقف متحيراً كيف يحفر لها قبراً وهو الراهب الناسك الضعيف ، لكنه فوجئ بأسد قادم من بعيد اختار موضعاً واخذ يحفر فيه حفرة كبيرة حتى اصبحت الحفرة كافية لان تكون قبراً فشكر الله على معونته ودفن القديسة . عاد زوسيما إلى ديره وهو يقول: “حقًا إن العشارين والخطاة والزناة سيسبقوننا إلى الملكوت السماوي”.

تذكار دخول العائلة المقدسة لأرض مصر

11 ماي 2009

holy_family_in_egypt

 

Coloring Picture of  Holy Family in Egypt

صورة تلوين لزيارة العائلة المقدسة لأرض مصر

1 وَلَمَّا وُلِدَ يَسُوعُ فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ، فِي أَيَّامِ هِيرُودُسَ الْمَلِكِ، إِذَا مَجُوسٌ مِنَ الْمَشْرِقِ قَدْ جَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ2 قَائِلِينَ: «أَيْنَ هُوَ الْمَوْلُودُ مَلِكُ الْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي الْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ».3 فَلَمَّا سَمِعَ هِيرُودُسُ الْمَلِكُ اضْطَرَبَ وَجَمِيعُ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ. 4 فَجَمَعَ كُلَّ رُؤَسَاءِ الْكَهَنَةِ وَكَتَبَةِ الشَّعْب، وَسَأَلَهُمْ: «أَيْنَ يُولَدُ الْمَسِيحُ؟»5 فَقَالُوا لَهُ: «فِي بَيْتِ لَحْمِ الْيَهُودِيَّةِ. لأَنَّهُ هكَذَا مَكْتُوبٌ بِالنَّبِيِّ: 6 وَأَنْتِ يَا بَيْتَ لَحْمٍ، أَرْضَ يَهُوذَا لَسْتِ الصُّغْرَى بَيْنَ رُؤَسَاءِ يَهُوذَا، لأَنْ مِنْكِ يَخْرُجُ مُدَبِّرٌ يَرْعَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ».7 حِينَئِذٍ دَعَا هِيرُودُسُ الْمَجُوسَ سِرًّا، وَتَحَقَّقَ مِنْهُمْ زَمَانَ النَّجْمِ الَّذِي ظَهَرَ. 8 ثُمَّ أَرْسَلَهُمْ إِلَى بَيْتِ لَحْمٍ، وَقَالَ: «اذْهَبُوا وَافْحَصُوا بِالتَّدْقِيقِ عَنِ الصَّبِيِّ. وَمَتَى وَجَدْتُمُوهُ فَأَخْبِرُونِي، لِكَيْ آتِيَ أَنَا أَيْضًا وَأَسْجُدَ لَهُ».9 فَلَمَّا سَمِعُوا مِنَ الْمَلِكِ ذَهَبُوا. وَإِذَا النَّجْمُ الَّذِي رَأَوْهُ فِي الْمَشْرِقِ يَتَقَدَّمُهُمْ حَتَّى جَاءَ وَوَقَفَ فَوْقُ، حَيْثُ كَانَ الصَّبِيُّ. 10 فَلَمَّا رَأَوْا النَّجْمَ فَرِحُوا فَرَحًا عَظِيمًا جِدًّا. 11 وَأَتَوْا إِلَى الْبَيْتِ، وَرَأَوْا الصَّبِيَّ مَعَ مَرْيَمَ أُمِّهِ. فَخَرُّوا وَسَجَدُوا لَهُ. ثُمَّ فَتَحُوا كُنُوزَهُمْ وَقَدَّمُوا لَهُ هَدَايَا: ذَهَبًا وَلُبَانًا وَمُرًّا. 12 ثُمَّ إِذْ أُوحِيَ إِلَيْهِمْ فِي حُلْمٍ أَنْ لاَ يَرْجِعُوا إِلَى هِيرُودُسَ، انْصَرَفُوا فِي طَرِيق أُخْرَى إِلَى كُورَتِهِمْ. 13 وَبَعْدَمَا انْصَرَفُوا، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ».14 فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ لَيْلاً وَانْصَرَفَ إِلَى مِصْرَ. 15 وَكَانَ هُنَاكَ إِلَى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِيِّ الْقَائِل: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْني».16 حِينَئِذٍ لَمَّا رَأَى هِيرُودُسُ أَنَّ الْمَجُوسَ سَخِرُوا بِهِ غَضِبَ جِدًّا. فَأَرْسَلَ وَقَتَلَ جَمِيعَ الصِّبْيَانِ الَّذِينَ فِي بَيْتِ لَحْمٍ وَفِي كُلِّ تُخُومِهَا، مِنِ ابْنِ سَنَتَيْنِ فَمَا دُونُ، بِحَسَب الزَّمَانِ الَّذِي تَحَقَّقَهُ مِنَ الْمَجُوسِ. 17 حِينَئِذٍ تَمَّ مَا قِيلَ بِإِرْمِيَا النَّبِيِّ الْقَائِلِ: 18 «صَوْتٌ سُمِعَ فِي الرَّامَةِ، نَوْحٌ وَبُكَاءٌ وَعَوِيلٌ كَثِيرٌ. رَاحِيلُ تَبْكِي عَلَى أَوْلاَدِهَا وَلاَ تُرِيدُ أَنْ تَتَعَزَّى، لأَنَّهُمْ لَيْسُوا بِمَوْجُودِينَ».19 فَلَمَّا مَاتَ هِيرُودُسُ، إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ فِي حُلْمٍ لِيُوسُفَ فِي مِصْرَ20 قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ».21 فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. إنجيل متى

 

القديسة مارينا الراهب

28 أفريل 2009

st_marina_the_monk

coloring picture of  saint marina the monk

صورة تلوين للقديسة مارينا الراهب ( الراهبة) وقد كانت بنت لعائلة مسيحية تقية وكانت تسمى مريم. تيتمت من أمها سارة، وهي صغيرة جدًا فربّاها أبوها أوجاتيوس تربية حسنة، ولما كبرت أراد أن يزوجها ويمضى هو إلى أحد الأديرة ليترهب هناك (كان ترهب الارامل منتشراً) ، لكنها رفضت وقالت له “لماذا يا والدي تخلّص نفسك وتُهلك نفسي؟” فأجابها: “ماذا أصنع بكِ وأنتِ امرأة؟” ( لم تكن الرهبنة النسائية ظهرت بعد وكانت الاديرة للرجال فقط ) فقالت له خذنى لأترهب معك وبالفعل حلقت شعر رأسها وخلعت ما عليها ولبست زي الرجال. فلما رآها أبوها قوية في عزمها صرف جميع الخدم، ووزّع كل ماله على الفقراء والأرامل والأيتام ثم أخذها انطلقا معًا سيرًا علي الأقدام حتى بلغا إلى الدير.

قبلهما الأب المسئول بفرح بعد أن قدم الأب ابنته علي أنها ابنه مارينا، وأعطاهما قلاية ليعيشا معًا. عاشا معًا كرهبان فى الدير قرابة عشرة سنوات ثم مرض الاب وطلب من رئيس الدير أن يهتم بابنه مارينا، وأسلم الروح. بقيت القديسة وحدها فضاعفت صلواتها وأصوامها وزادت في نسكها، ولم يعرف أحد أنها امرأة بل كانوا يظنّون أن رقة صوتها إنما هو من شدة نسكها وسهرها في صلواتها وان عدم ظهو ذقن وشارب لها يرجع لطبيعة بشرته (بعض الرجال بالفعل لا ينبت لهم شارب او لحية). وذاع صيتها في بقاع كثيرة، وأخذ كثيرون يتردّدون علي الدير بسبب الراهب التقى مارينا.

وذات يوم أرسلها رئيس الدير مع ثلاثة من الرهبان لقضاء مصالح الدير فى المدينة فنزلوا في فندق للمبيت، وكانت ابنة صاحب الفندق قد وقعت فى الرزيلة مع أحد جنود الملك. فلما حبلت وعرف بها أبوها سألها فقالت: “أن الراهب مارينا هو الذي فعل بي هذا الفعل”. فغضب أبوها لذلك وأتى إلى الدير وبدأ يسب الرهبان ويلعنهم. ولما اجتمع به الرئيس طيّب خاطره وصرفه، ثم استدعى هذه القديسة ووبّخها كثيرًا، فبكت عندما وقفت على الخبر ولم تشأ ان تعلن انها بريئة وإمرأة لكى لا تنتهى رهبنتها، وقالت: “إني شاب وقد أخطأت فاغفر لي يا أبى”. فحنق عليها رئيس الدير وطردها من الدير، فبقيت على الباب زمانًا. ولما ولدت ابنة صاحب الفندق ولدًا حمله أبوها إلى القديسة والقاه أمامها فأخذته وصارت تتنقل بين رعاة الإغنام تتسول منهم الحليب لتسقيه للصغير. ثم زادت في صومها وصلاتها مدة ثلاث سنين وهى خارج الدير إلى أن تحنّن عليها الرهبان وسألوا رئيسهم أن يأذن بدخولها، فقَبِل سؤالهم وأدخلها الدير بعد أن وضع على القديسة قوانين ثقيلة جدًا، فصارت تعمل أعمال شاقة من طبخ وكنس وسقى الماء زيادة عن الفروض الرهبانية والقوانين التي وضعت عليها.

طلبت مارينا من رئيس الدير تعميد الطفل بعد أن صنعت مطانية وقالت: “أرجوك يا أبتِ أن تعمد هذا الطفل ولا تؤاخذه بخطية أبويه”. وإذ كبر الطفل لبس زي الرهبنة ودعي “أفرآم”وكان يعمل بمحبة وصار محبوبًا في كل الدير ثم شاخت القديسة مارينا ومرضت حتى لم تستطع الذهاب إلى كنيسة الدير، وكان أفرآم يخدمها. عرف الرهبان بمرض مارينا فجاءوا إليه ليعزوه ويصلّوا من أجله. وإذ أخبروا الأب الرئيس بذلك ظن أن المرض بسبب القوانين الصارمة التي وُضعت علي مارينا، فأرسل طعامًا وشرابًا. بعد ثلاثة أيام من مرضها أوصت أفرآم بالطاعة للوصية الإلهية والأب الرئيس والرهبان. ثم أسلمت روحها الطاهرة بهدوء، فصرخ أفرآم بمرارة وجاء الاخوة وبكوا. أمر الرئيس أن يحملوا مارينا إلى الموضع الذي يُغسل فيه كل من يتنيّح. وعندما نزعوا ثيابها وجدوها امرأة فصاحوا جميعا قائلين: “يا رب ارحم”. وأعلموا الرئيس فأتى وتعجب وبكى نادمًا على ما فعل، ثم استدعى صاحب الفندق وعرّفه بأن الراهب مارينا هو امرأة. فذهب إلى حيث هي وبكى كثيرًا. وبعد الصلاة على جثتها تقدموا ليتباركوا منها، وكان بينهم راهب بعين واحدة فوضع وجهه عليها فأبصر للوقت. وقد أظهر الله من جسدها عجائب كثيرة.

الأنبا يحنس كاما

25 أفريل 2009

st_anba_yehnes_cama

coloring picture of  saint  anba  Yahnes cama

صورة تلوين للانبا يحنس كاما ، تربى فى التقوى لأبوين مسيحيين ، وأحب حياة الرهبنة لكن أبواه أرغماه على الزواج بمجرد أن بلغ سن الزواج ، فأخبر عروسه ليلة زفافهم برغبته فى الرهبنة ففوجئ بأنها هى أيضا كانت تريد الرهبنة لكن أبواها أجبارها على الزواج منه ، فكانا يعيشان معاً فى بيتهما كالأخوة ، وبعد سنوات إتفقا على ان ينتقل هو لدير للرهبان وتنتقل هى للترهب فى دير للراهبات ، وبالفعل ذهب للترهب فى ديى أبو مقار بوادى النطرون وهناك ازداد فى النسك والتقوى حتى ظهرت له السيدة العذراء مريم وقالت له ” إن هذا هو مسكني إلى الأبد، وساكون معهم كما كنت معك ، ويدعي اسمي علي هذا الدير “، لأن الكنيسة كانت علي اسمها وأعطته ثلاثة دنانير ذهبية علامة على هذا الوعد ولتؤكد له ظهورها ، رغب رهبان بعض الأديرة في الصعيد إن يكونوا تحت إرشاد القديس يوحنا كاما فأرسلوا إليه طالبين حضوره، فدعا أخا يسمي شنوده وكلفه رعاية الاخوة حتى يعود، ولما عاد وجده قد رعاهم علي الوجه الأكمل، ولما اكمل سعيه المبارك تنيح بسلام.