القديسة مارينا الراهب

st_marina_the_monk

coloring picture of  saint marina the monk

صورة تلوين للقديسة مارينا الراهب ( الراهبة) وقد كانت بنت لعائلة مسيحية تقية وكانت تسمى مريم. تيتمت من أمها سارة، وهي صغيرة جدًا فربّاها أبوها أوجاتيوس تربية حسنة، ولما كبرت أراد أن يزوجها ويمضى هو إلى أحد الأديرة ليترهب هناك (كان ترهب الارامل منتشراً) ، لكنها رفضت وقالت له “لماذا يا والدي تخلّص نفسك وتُهلك نفسي؟” فأجابها: “ماذا أصنع بكِ وأنتِ امرأة؟” ( لم تكن الرهبنة النسائية ظهرت بعد وكانت الاديرة للرجال فقط ) فقالت له خذنى لأترهب معك وبالفعل حلقت شعر رأسها وخلعت ما عليها ولبست زي الرجال. فلما رآها أبوها قوية في عزمها صرف جميع الخدم، ووزّع كل ماله على الفقراء والأرامل والأيتام ثم أخذها انطلقا معًا سيرًا علي الأقدام حتى بلغا إلى الدير.

قبلهما الأب المسئول بفرح بعد أن قدم الأب ابنته علي أنها ابنه مارينا، وأعطاهما قلاية ليعيشا معًا. عاشا معًا كرهبان فى الدير قرابة عشرة سنوات ثم مرض الاب وطلب من رئيس الدير أن يهتم بابنه مارينا، وأسلم الروح. بقيت القديسة وحدها فضاعفت صلواتها وأصوامها وزادت في نسكها، ولم يعرف أحد أنها امرأة بل كانوا يظنّون أن رقة صوتها إنما هو من شدة نسكها وسهرها في صلواتها وان عدم ظهو ذقن وشارب لها يرجع لطبيعة بشرته (بعض الرجال بالفعل لا ينبت لهم شارب او لحية). وذاع صيتها في بقاع كثيرة، وأخذ كثيرون يتردّدون علي الدير بسبب الراهب التقى مارينا.

وذات يوم أرسلها رئيس الدير مع ثلاثة من الرهبان لقضاء مصالح الدير فى المدينة فنزلوا في فندق للمبيت، وكانت ابنة صاحب الفندق قد وقعت فى الرزيلة مع أحد جنود الملك. فلما حبلت وعرف بها أبوها سألها فقالت: “أن الراهب مارينا هو الذي فعل بي هذا الفعل”. فغضب أبوها لذلك وأتى إلى الدير وبدأ يسب الرهبان ويلعنهم. ولما اجتمع به الرئيس طيّب خاطره وصرفه، ثم استدعى هذه القديسة ووبّخها كثيرًا، فبكت عندما وقفت على الخبر ولم تشأ ان تعلن انها بريئة وإمرأة لكى لا تنتهى رهبنتها، وقالت: “إني شاب وقد أخطأت فاغفر لي يا أبى”. فحنق عليها رئيس الدير وطردها من الدير، فبقيت على الباب زمانًا. ولما ولدت ابنة صاحب الفندق ولدًا حمله أبوها إلى القديسة والقاه أمامها فأخذته وصارت تتنقل بين رعاة الإغنام تتسول منهم الحليب لتسقيه للصغير. ثم زادت في صومها وصلاتها مدة ثلاث سنين وهى خارج الدير إلى أن تحنّن عليها الرهبان وسألوا رئيسهم أن يأذن بدخولها، فقَبِل سؤالهم وأدخلها الدير بعد أن وضع على القديسة قوانين ثقيلة جدًا، فصارت تعمل أعمال شاقة من طبخ وكنس وسقى الماء زيادة عن الفروض الرهبانية والقوانين التي وضعت عليها.

طلبت مارينا من رئيس الدير تعميد الطفل بعد أن صنعت مطانية وقالت: “أرجوك يا أبتِ أن تعمد هذا الطفل ولا تؤاخذه بخطية أبويه”. وإذ كبر الطفل لبس زي الرهبنة ودعي “أفرآم”وكان يعمل بمحبة وصار محبوبًا في كل الدير ثم شاخت القديسة مارينا ومرضت حتى لم تستطع الذهاب إلى كنيسة الدير، وكان أفرآم يخدمها. عرف الرهبان بمرض مارينا فجاءوا إليه ليعزوه ويصلّوا من أجله. وإذ أخبروا الأب الرئيس بذلك ظن أن المرض بسبب القوانين الصارمة التي وُضعت علي مارينا، فأرسل طعامًا وشرابًا. بعد ثلاثة أيام من مرضها أوصت أفرآم بالطاعة للوصية الإلهية والأب الرئيس والرهبان. ثم أسلمت روحها الطاهرة بهدوء، فصرخ أفرآم بمرارة وجاء الاخوة وبكوا. أمر الرئيس أن يحملوا مارينا إلى الموضع الذي يُغسل فيه كل من يتنيّح. وعندما نزعوا ثيابها وجدوها امرأة فصاحوا جميعا قائلين: “يا رب ارحم”. وأعلموا الرئيس فأتى وتعجب وبكى نادمًا على ما فعل، ثم استدعى صاحب الفندق وعرّفه بأن الراهب مارينا هو امرأة. فذهب إلى حيث هي وبكى كثيرًا. وبعد الصلاة على جثتها تقدموا ليتباركوا منها، وكان بينهم راهب بعين واحدة فوضع وجهه عليها فأبصر للوقت. وقد أظهر الله من جسدها عجائب كثيرة.

الأوسمة: , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , , ,

4 تعليقات to “القديسة مارينا الراهب”

  1. اثناسيوس خادم مكتبة إستعارة Says:

    رائع وشكرا والرب يقويكم لخدمته ويعطيكم بركة هذه الخدمة. صلوا لأجلي

  2. رسام الموسوعة Says:

    الف شكر يا أثناسيوس واهلاً بيك دايماً وارجو الصلاة ديماً علشان الخدمة

  3. عماد Says:

    ما اجملك يا عفيفة يا طاهرة………صلاتك تكون معنا

  4. ديفيد Says:

    رائع

أضف تعليق